للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ب- (بعد) هو أحد الظروف الذي لا يلازم البناء، فهو يبنى في بعض الأحوال ويعرب في بعضها الآخر كقيل ودون وأول والجهات الست، ويأتي هذا الظرف أي (بعد) في مقابل (قبل) نحو قوله تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} (الروم: ٤) وقد يخرج عن معنى مقابلة قبل فيأتي بمعنى (مع) نحو قول الله سبحانه وتعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} (القلم: ١٣) أي عتل مع ذلك زنيم.

وهكذا يلاحظ أن مع وبعد تقارضاً المعاني فيما بينهما [٥٧] .

وبعد فلعلي أكون قد ألممت بما يجب أن يقال في (ظاهرة التقارض في النحو العربي) ، وربما فاتني منها القليل أو الكثير أرجو الله أن يهديني إليها في قابل الزمان، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


[١] ديوان الهذليين: ا: ٥١.
[٢] رصف المباني: ٢٢١. وراجع الخلاف بين البصريين والكوفيين في هذه المسألة: مغنى اللبيب: ١٥٠- ١٥١. والخصائص: ٢: ٣٠٦. والجني الداني في حروف المعاني: ٥. والأزهية: ٢٧٧-٣٠٠. والآمالى الشجرية: ٢: ٢٦٧.
[٣] راجع الأشموني: ٢: ٢١٣. والهمع: ٢: ٢٠.
[٤] اللامات للزجاجي: ١٥٧. وراجع رصف المباني: ٢٢٢. ومعاني القرآن للفراء: ا: ٢٥٠. وشرح التصريح على التوضيح: ٢: ١٧. ومغني اللبيب: ١٠٤-٢٨٠.
[٥] راجع المغني:١٠٤، ١٠٥. والأزهية: ٢٨٣، ٢٨٤. ومعاني الحروف للرماني: ١١٥. ورصف المباني: ٨٣.
[٦] المغني: ٢٢٣، ٢٢٥. والمطالع السعيدة في شرح الفريدة للسيوطي: ٢: ٥٢ ط أولى بغداد. وراجع رصف المباني: ٣٨٨. والأشموني: ٢: ٢١٩.
[٧] راجع معاني الحروف للرماني: ٣٦. والمقرب: ا:٢٠٤. وشرح التصريح: ٢: ١٤.
[٨] المغني: ١٤١-٢٢٤.