إذن فالأمر هنا ليس قاصراً على ورود كلمة (الجن) ولو كان الأمر كذلك لكان من اليسير على الدكتور أن يصرفها عن معناها الحقيقي إلى شيء من المعاني المبتكرة التي ادعاها لكلمة الجن ولكن الأمر هنا ليس سهلاً فكيف يصنع الدكتور ليوفق بين إنكاره للجن وهذه السورة التي سميت بهم وتكلمت عن عالمهم بكل هذا الوضوح؟ لابد إذن من تفكير وتدبير لكي يصل الدكتور إلى مخرج- وأعمل فكره ثم أعمل خياله وبدا له أنه وجد الإِنقاذ في فكرة عَنَّت له فسرعان ما أبرزها بل واعتبرها نظرية لم يسبق إليها وكأنى به قبل أن يصل إلى إبراز نظريته يتساءل لماذا لا يفترض أن الجنَّ قسمان جن (أصلي) وجن (ملحق به) أو سمه مجازياً أو مزيفاً.. ولندع الدكتور يوضح لنا قصة الجن في نظره.