وفي أوائل هذا القرن (العشرين) ظهرت (المدارس) التي كان المستعمر ينشئها وفق سياسته، وكان فتحها يتم في بطء شديد، وفي أمهات المدن، واكتفت المناطق التي يشملها التعليم المدني (بالخلوة) التي زاد طلبتها- زيادة على تحفيظ القران الكريم- بشيء من علوم الفقه والسيرة واللغة العربية إلا إن العناية التي أولاها المستعمر للتعليم المدني الحديث الذي يؤهل الطالب لنيل وظيفة يعتمد عليها في مستقبله. تلك العناية كانت سبباً في جذب الأغلبية من الأطفال إلى تلك المدارس التي انتشرت في المدن والقرى والأرياف وبتلك السياسة المرسومة للقضاء على القرآن الكريم دخلت الخلوة مع المدرسة الابتدائية في منافسة وصراع غير متكافئ.
وفي السنوات الماضية (قبل الستينات) نافستها أيضاً (رياض الأطفال) التي يلتحق بها الأطفال قبل بلوغهم السن التي لا تسمح لهم بالالتحاق بالمدارس وهي سن السابعة.
وعلى الرغم من ذلك الصراع القائم بين الخلاوي والمدارس فإن عدداً من الخلاوي الكبرى، ظلت تؤدي دورها العظيم في تحفيظ كتاب الله لطلبتها- في مختلف أعمارهم، وظلت الأمور تسير على هذا المنوال حتى قامت هيئة من الشباب في الستينات تعمل في ميادين الإصلاح العام.
في عام ١٩٦٤ تولى السيد (حسن عوض الله) وزارة التربية السودانية فعنى بالخلاوي وقدم لها الدعم الأدبي والمادي مما شجعها على المضي قدماً في تنفيذ مشروعاتها وواصلت نشاطها ووسع من قاعدتها حتى بلغ عدد الذين يقفون وراء الفكرة نحو سبعين رجلاً، ومما قوي من عزمهم ومضاعفة نشاطهم، أن مجلس الوزراء الموقر صدق لهم بقيام مؤسسة (مؤسسة إحياء نار القرآن الكريم) .