للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وليس يعني ذلك أن هؤلاء قد كفوا عن هذا المنهج الظالم إلى الأبد، ولكنهم يحاولون أن يقدموا ما يريدون بطريقة ملتوية ماكرة، لا يظهر فيها أثر الهجوم السافر المليء بالحقد، الذي كان السمة الغالبة لكتابات المتقدمين منهم، والسبب في ذلك أن مبادئ الإسلام أصبحت في متناول الكثيرين، وأن ما يكتبه هؤلاء سيقرأ بواسطة كثير من المسلمينَ الذين يتقنون لغات الغرب، ومن اليسير عليهم أن يظهروا زيفه، ويكشفوا خطأه مما يعرض سمعة الكاتب العلمية إلى السقوط، فأمسكوا عن مهاجمة الإسلام صراحة خوفاً على سمعتهم العلمية، لا اقتناعا بالحق واكتفوا بمحاولة التأثير على طلابهم في ساحات الدرس إن وجدوا إلى ذلك سبيلا.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد وجد في مراكز الدراسات الإسلامية عدد ممن اهتدوا إلى الإسلام، ولهم مكانتهم العلمية في حقل الاستشراق، وكذلك كان لليقظة التي عمت العالم الإسلامي والمصالح المتبادلة بين الشرق والغرب أثر كبير في أن يحسب هؤلاء ألف حساب وحساب حين يكتبون عن الإسلام.

عدد المسلمين الآن: لعلنا نتساءل بعد أن عرفنا كيف تكونت الجاليات الإسلامية في أوربا والمنابع التي جاءت منها، والجالية الإسلامية في انجلترا بالذات أقول لعلنا نتساءل: كم عدد المسلمين الآن في هذه البلاد؟. والحق أنه ليس هناك إحصاء ثابت لعدد المسلمين هناك، ولكننا نستطيع على ضوء ما عرفناه من أحوالهم والعيش معهم عددا من السنين أن نقول إن عدد المسلمين في انجلترا الآن يتراوح ما بين المليون والمليون ونصف مليون مسلم، وأن الغالبية العظمى منهم قادمون من باكستان وبنجلاديش والهند.