للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليس من السهل أن تلتمس الثناء على إنسان من مسئول أوربي أو أمريكي إلا إذا كان يستحق هذا الثناء، وعن جدارة، وحكمهم على إنسان إنما يكون بعد دراسات مستوفاة، واختبارات قلما تخطئ، أو يخيب ظن الواحد منهم؛ فلهم من الذكاء والتجربة ما يجعلهم صادقين في حكمهم، نافذين في نظراتهم.

ولقد زار الملك عبد العزيز إبان جهاده، وبعد استقراره في حكم البلاد كثيرا من الرؤساء والكتاب والمسئولين فكلهم أجمعوا على أن الملك عبد العزيز من الشخصيات النادرة التي لا يجود الدهر بمثلها إلا نادرا، بل لقد أجمعوا على أن من النادر جدا أن يعطى رجل القوة والتوفيق بمثل ما أوتي الملك عبد العزيز.

وهذا ما نلمسه فيما كتبوا عنه وصرحوا به:

قال د. جرمانوس المستشرق المجري:

"الملك الذي جرد السيف في سبيل دينه وعقيدته، يجمع في طبيعته روح الحرب، وروح السلم، لا يقاتل الناس، ولا يعتدي عليهم، وإنما يحارب الجهل، ويقاتل الجمود، ويكافح التأخر" [١٩] .

وقال الكاتب الأمريكي روي لبكيتشر:

"كان أبرز ما ظهر من صفات ابن سعود بعد استيلائه على الرياض: القوة، والشجاعة، والحيوية البالغة، والجاذبية الخلابة، والشخصية المحبوبة، وصواب الفكرة، والإستقامة التامة، مضافا إليها خلق المقدرة على العفو عن أعدائه من جهة، والشدة بل القسوة من جهة أخرى عند الاقتضاء" [٢٠] .

وقال تونشل:

"من عادة ابن سعود أن يعالج الأمور بحنكته وسياسته السلمية، فإذا اضطر إلى امتشاق الحسام لم يتردد" [٢١] .

وقال الكاتب الإنجليزي كنث وليمز:

"من النادر أن تجد رجلا تجمعت فيه المزايا التي تجمعت في ابن سعود: موفق ظافر، ومصلح ومبدع مبتكر، وتقي ورع صالح، وإنسان لطيف مهذب، وجواد سخي سمح، وراسخ وطيد متين، وذكي حاذق لبيب، وشجاع جريء مقتحم، نبيل في تواضعه، جليل في احتشامه" [٢٢] .

وقال حاكم كندا لورد أوف اثلود: