فمن هذه الصفات الشجاعة التي أصبحت جزءا من حياته - رحمه الله - في كل المجالات التي صادفته، والحزم الذي لازمه في كل ما قام به من أعمال، والصراحة التي كانت نبراسه في كل ما تحدث عنه صغر أو كبر، والخشونة التي عاشها منذ صغره، وكان لها أثرها البعيد في كل ما قابله من مصاعب ومتاعب، والغيرة على الشرف، وعلى حدود الله وشريعته، وهي من أوائل ما دعاه إلى القيام بما قام به من حروب وقتال، والنجدة لكل من طلب مساعدته، وهذا ما جعله يستجيب لنداء الشيخ مبارك فيذهب إليه في أحرج أوقاته، والنظام وقد تعلمه من مواظبته على الصلاة، وإقامتها في أوقاتها الخمسة المنتظمة في اليوم والليلة، ومحافظته الدائمة عليها، وعلى كل عمل قام به فكان عمله منتظما طيلة حياته لم يغيره، والطاعة، وتظهر واضحة في امتثاله لكل ما يأمر به والده الإمام عبد الرحمن - رحمهما الله - وتقديره لكل واجب عليه، والإيمان بالحق الذي يطالب به، وحب الإنجاز في حدود التبعات وهو الذي جره إلى أعظم عمل قام به وهو فتح (الرياض) .
إن هذه الصفات كلها متمثلة فيه، ولم تتخل عنه واحدة، حتى أصبحت من خصائصه، ولقد قالوا إن هذه الصفات، وهذه الخصائص قد تجمعت بعد ألوف السنين من تجارب الأمم في تعبئة الجيوش، حتى عرف الناس أخيرا أنها لازمة للقائد، والجندي الموهوب في أمثل حالاته، فما من خاصة منها يستغني عنها القائد الكامل الذي يتحلى بأجمل الصفات.
وإنها متكاملة ومتأصلة كلها في الملك عبد العزيز آل سعود، وقلما تتجمع إلا فيمن وهبهم الله من الصفات ما لم يهبها سبحانه وتعالى لغيرهم.
ومن تفرد بهذه عن غيره، فهو جدير بأن يوصف بالعبقرية، ولقد أصبح من المسلّم به، أن الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله - كان عبقريا.