للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لذا لا نبالغ حينما نقول إن كتابات كافة أدعياء (التنور) و (العقلانية) والتقدم في هذا العصر لا يؤكد إلا حتمية واحدة وهي أنهم أغبياء رغم دعاويهم عن الاجتهاد والتعقل، جبناء رغم تظاهرهم بالشجاعة، رجعيون رغم هتافاتهم عن (التنور) و (العقلانية) .

أغبياء ... لأنهم ما استطاعوا زيادة شيء على ما يؤثر عن الفرق المنحرفة من الأفكار والآراء بل ما استطاعوا استيعاب تلك الآراء وإدراكها إدراكا صحيحا، لأننا لا نجد عندهم شجاعة أدبية في نسبة الأفكار إلى المصادر التي يأخذون منها من كتب الملل والنحل بواسطة المستشرقين أئمتهم الذين اغترفوا أيضا من تلك المياه العكرة.

رجعيون ... لأنهم لا يقدرون على نقد أفكار أئمة الضلال بل يقبلون كل ما ينزل عليهم من سحاب الاعتزال أو غيوم الاستشراق كالوحي المنزل من السماء، لا تؤكد كتاباتهم ودراساتهم إلا هذه الحقيقة.

فهل يتنبه الشباب المسلمون إلى تضليل هذه الفئة من الناس التي تتفنن في الأساليب أثناء الحديث عن التراث وأصول الدين والتاريخ والأدب...؟

ولا يحمل هؤلاء الناس على الكلام حول غياب الإنسان غياب الوعي من التراث إلا غياب الإيمان من نفوسهم {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} ...

(عن البلاغ - العدد ١٦٩٤ لسنة ١٤٠٣هـ)