وزواجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة ميمونة أخت زوج سيد بعض قبائل سعت فسادا في الأرض واغتالت سبعين من كبار الصحابة بالمكر والخديعة، كان له أثر بالغ في تلطيف مخاصمة هذه القبائل للمسلمين.
ر- المصالح الإنسانية: وهناك المصالح الإنسانية أيضا وراء بعض زيجاته صلى الله عليه وسلم، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعض النساء رأفة بهن بسبب ظروفهن الخاصة، وكانت هناك بعض النساء العجائز اللاتي مات عنهن أزواجهن فلم يبق لهن سند أو معين في الحياة أو هناك الأمهات اللاتي افتقدن الكفيل لهن ولأطفالهن، وكانت هناك بعض الأرامل اللاتي لو رجعن إلى أهلهن لعذبن عذاباً شديدا ولفتن فتونا كبيراً، فتزوجهن رسول الله صلى الله عليه وسلم صيانة لهن ورعاية لإنسانيتهن فمنهن السيدة
سودة -رضي الله عنها- (عمرها ٥٥ سنة وقت الزواج) . والسيدة زينب بنت خزيمة (كان عمرها ٦٥ سنة حينئذ) . والسيدة أم سلمة - رضي الله عنها - (كان عمرها حوالي ٦٠ سنة حينئذ) .
فما رأي الأفاكين والمغرضين من المستشرقين في زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بهؤلاء النسوة؟، هل تمت هذه الزيجات بدافع الأنانية كما يزعمون أو هو منتهى الإيثار
والتضحية وتكريم الإنسانية؟.
الخاتمة
إذا كان ذهن ومستوى فكر بعض الناس أضيق من أن يتصور حقيقة الكرامة والشرف للإنسان فما هو ذنب أهل الكرامة والشرف؟. وما على هؤلاء الناس إلا أن يعالجوا أذهانهم ومستوى فكرهم ويوسعوا أفق تصورهم. إنما الحق أن زيجات الرسول صلى الله عليه وسلم كلها تدل على نبوته ورسالته وهي دلائل قاطعة وبراهين ساطعة على أنه لم يأت ولن يأتي رجل مثل النبي صلى الله عليه وسلم الذي ضحى بكل ما يملك مرضاة لله سبحانه ثم حباً للإنسانية.
إن الرجل هو في الحقيقة أنقى وأطهر الناس في العالم بدليل أنه لا يختار لنفسه إلا الأرامل والعجائز والوحيدات اللاتي فقدن كل سند ومعين في الحياة.