٢- وأما بالنسبة لأماكن العبادة: فقد واجهها المسلمون باتخاذ أماكن للعبادة مؤقتة أو دائمة، وسبيلهم إلى ذلك يبدأ بتجمع السكان المسلمين في كل حي، ثم يؤلفون جمعية من أنفسهم تتخذ لها مقرا مؤقتا في الحي، وغالبا ما تبدأ باستئجار أحد المنازل تجتمع فيه لتدارس أمورها، ثم تخصص جانبا منه للصلاة وجانبا للاجتماعات، وجانبا لتعليم الأطفال إن أمكن، وينمو هذا الاتجاه بسرعة أو ببطء حسب نشاط القائمين على الجمعية، وغالبا ما ينتهي بشراء مكان خاص يتخذ مسجدا، وتقوم من حوله أوجه النشاط الأخرى، وعن هذه الطريقة أصبحت لا تجد حيّا في مدينه لندن أو سواها من المدن التي يقطنها المسلمون إلا وبه مسجد يصلي فيه المسلمون، ويباشرون أنشطتهم الدينية الأخرى، وترتب على ذلك أن أقيمت مساجد جديدة على الطراز الإسلامي كما هو الحال في المركز الإسلامي ومسجد لندن المركزي، وهو أكبر المؤسسات الإسلامية هناك، وسنعود للحديث عنه، ومسجد ويمبلدن، مسجد شرق لندن، ومسجد نور الإسلام بكارديف، ومسجد ساوث شيلد، ومساجد برينجهام ومنشستر، وليفربول وشيفيلد وسواها كثير.
وأحيانا يشتري المسلمون كنيسة أو معبدا يهوديا ثم يحولونه إلى مسجد كما هو الحال بالنسبة لبرسيتول ونيوكاسل، وأماكن متعددة في لندن، ومن ألطف ما يذكر في هذه المناسبة أن عددا من التجار السوريين يقيمون في مدينة منشستر كانوا أول من اشترى كنيسة وحولوها إلى مسجد وأطلقوا عليه اسم الجامع الأزهر تيمنا بالأزهر ودوره في نشر الثقافة الإسلامية.