للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتكون الرأي العام في المجتمع الإسلامي نتيجة للإطار الثقافي الذي وضع القرآن الكريم حدوده، وبينته السنة المشرفة، والمبادئ الإسلامية التالية من شأنها أن تبين معالمه:

١- من مبادئ الإسلام أن يرجع المسلم في أموره كلها إلى حكم الله قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِم} . (الأحزاب: ٣٦) .

٢- من مبادئ الإسلام ألا يتسرع المسلم بالحكم على شيء قبل معرفة حكم الله فيه قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} . (الحجرات: ١) .

قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية: "أي لا تتسرعوا في الأشياء بين يديه، أي قبله بل كونوا تبعاً له في جميع الأمور، حتى يدخل في عموم هذا الأدب الشرعي حديث معاذ ـ رضى الله عنه- حيث قال له النبي (صلى الله عليه وسلم) حين بعثه إلى اليمن: "بم تحكم؟ ". قال: بكتاب الله تعالى، قال (صلى الله عليه وسلم) : فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول (صلى الله عليه وسلم) ، قال: فإن لم تجد؟ قال - رضي الله عنه-: أجتهد رأيي، فضرب في صدره وقال: "الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما يرضى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) . ". رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة ـ قال ابن كثير: فالغرض منه أنه أخر رأيه ونظره واجتهاده إلى ما بعد الكتاب والسنة، ولو قدمه قبل البحث عنهما لكان من باب التقديم بين يدي الله ورسوله [٣] .