أضف إلى ذلك محاولة تجنيد رجال التنصير في المؤسسات الإعلامية في الدول الإسلامية ليضمنوا السيطرة بشكل أو بآخر على هذه الأجهزة، بل تعدى الأمر إلى إنتاج برَامج خاصة بالتنصير بأساليب خادعة لتفوت على رجال الرقابة في المؤسسات الإعلامية الإسلامية المسموعة والمرئية.
الفيلم وقضايا المسلمين
وعلى حين تغطى أفلام الترفيه والضياع أسواق العالم الإسلامي في السينما والتلفزيون، فإن القضايا الإسلامية الخطيرة، ومشاكل المسلمين العديدة، لا تجد مجالاً في تلك الأسواق. فمثلاً قضية فلسطين وهي أكبر تحد واجهه المسلمون منذ ضياع الأندلس، تقف إمكانات المسلمين عاجزة عن إنتاج فيلم واحد يشرح قضيتها، ويبصر الناس بمأساتها، في حين أن اليهود قد عرضوا في عامي ١٩٧٤ و١٩٧٥ أكثر من ٣٠٠ فيلم في المهرجان اليهودي الدولي للسينما والتلفزيون.
وقد بذل مجلس الجامعة العربية جهوداً كبيرة للحصول على أفلام يوزعها على مراكزه في الخارج، وفي سنة ١٩٦٤ اعتمد المجلس مبلغ نصف مليون دولار لإنتاج فيلم عن فلسطين بالتعاون مع منتج معترف به دوليا، غير أن الفيلم لم يظهر إلى الوجود نظرا للعجز في الإمكانات، ولعل الحقيقة تكمن في العقبات التي يضعها أعداء الإعلام الإسلامي في سبيل إنجاز أي إنتاج يكون له تأثير على الرأي العام.
ومع ذلك فعندما احتج سفراء الدول العربية والإسلامية على عرض فيلم "الخروج "الذي يقدم دعاية سافرة عن إسرائيل واليهود، قامت قيامة الصحف الغربية، وأخذت تكيل السباب والشتائم للعرب والمسلمين.
مسؤولية الإعلام عن بث روح التضامن
والحق إن من أهم وظائف الإعلام تنوير العقول وتهذيب النفوس في ضوء تعاليم الإسلام، فمن واجب الإعلام الإسلامي الدعوة لوحدانية الله، وتحريره الإنسان من عبودية العباد وإنقاذه من سيطرة الأهواء والشهوات والغرائز.