أيها الإخوة: إن دعوة التضامن الإسلامي التي تنادي بها المملكة العربية السعودية لا تعني إلحاق الضرر بأحد، وإنما تستهدف نفع المسلمين، ورفع شأنهم، وتبادل المصالح الدينية، وغيرها فيما بينهم.
أيها الإخوة في الإسلام: إننا إذا نظرنا إلى المسلمين اليوم وجدنا حالة بعضهم ليست حالة مرضية، فما هو السبب؟
الجواب: السبب هو عدم التزام المسلمين بالإسلام الصحيح.
إن الإسلام رتب الجزاء على العمل، وقرن الثواب على الخير بفعل الخير لا بالدعوى وحدها، قال بعض السلف:"ليس الإيمان بالتمني، ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلوب، وصدقته الأعمال".
إننا لنذكر، والأسى يقطع قلوبنا، والحزن يملأ نفوسنا ما عليه بعض المسلمين الآن من تفرق واختلاف ونزاع وشقاق مما سبب لهم كوارث، ومصاعب عظيمة لا يستفيد منها إلا عدوهم المتربص بهم، ونعتقد أنهم إذا رجعوا إلى دينهم، وحكموا شرع الله في خلافاتهم، ووكلوا أمورهم إلى عقلائهم وحكمائهم فإنهم سوف ينزعون عنها، ويعودون إلى أخوتهم، وتعاونهم.
وقد يقول أحدنا: كيف العمل لإصلاح المسلمين، ومن أين نبدأ بالإصلاح؟
الجواب: العمل أولا أن يبدأ كل منا بنفسه فيصلحها، ومعنى إصلاحها أن يأخذها بأوامر الإسلام، وينهاها عن نواهيه، ثم يعمل على إصلاح عائلته، وأهل بيته، ثم ينشر ما استطاع نشره من الوعي الإسلامي، والدعوة إلى الخير بين المسلمين، ولا شك أن ناشئة المسلمين يجب أن يكون لهم النصيب الأكبر من الرعاية، والعناية، والتنشئة على الخير وعلى حب السلام، والدعوة إليه.
أما أنتم أيها الإخوة المسلمون الذين حافظتم على إسلامكم في هذه الديار القصية التي لم يبلغها الإسلام إلا بواسطتكم فإننا لنرجو أن يكتب الله لكل واحد منكم أجر الصابرين على دينهم في آخر الزمان.