أخاطبكم اليوم مجددا باسم جميع ما يصل بيننا في المملكة العربية السعودية وبين كل فرد منكم على أرض لبنان. وفي كل موقع نضال فلسطيني من روابط العقيدة والدم والعرق واللغة والتاريخ. أخاطبكم من أعماق قلب عربي أدمته المأساة التي حلت بأبناء الأمة العربية في أكثر من بقعة على صعيد المنطقة. ولعل أكثرها خطورة وأشدها ألما ما يحدث الآن في مدينة طرابلس. وحول المخيمات الفلسطينية شمال لبنان. رغم قرار وقف القتال، وما يتكرر كل يوم في مختلف الجبهات اللبنانية من قتال عنيف ودمار ساحق مخيف رغم الاتفاق اللبناني الشامل على وقف إطلاق النار ...
أيها الإخوة: إن على لسان كل عربي يعيش اليوم في هذا العالم سؤالا يتردد حتما كل صباح ومساء. سؤال حائر يتكرر: لماذا يراق الدم العربي بيد يجري في عروقها الدم نفسه؟. لماذا يحرق العربي أرضه، ويشتت أهله، وينسف داره؟.
ماذا نقول للعالم الغربي الذي يراقب صراع الأشقاء الدامي ثمانية أعوام في لبنان..؟ وكيف نقنع دول هذا العالم بعدالة قضيتنا وكيف نطالبه بالوقوف معنا لاسترداد أرضنا وحقوقنا وأوطاننا إذا نحن لم نستطع أن نعدل بين أنفسنا لنصرة قضايانا..؟.
أيها الإخوة في لبنان: وعلى أرض القتال: لقد رأينا منذ أيام شعاعا من الأمل يضيء الدروب أمامكم إثر وقف القتال والتقاء قادتكم لأول مرة منذ بدء المأساة على كلمة سواء بينكم عليها تجتمعون، ومنها تنطلقون للبحث عن أفضل الوسائل للعيش في ظل رفاه وطني شامل. وأخشى ما أخشاه أن يضيع من أعيننا هذا الشعاع قبل رؤية الطريق السوي لمسيرة العودة والمحبة والصفاء على طريق الوحدة المتكاملة.