ولزوم الجماعة من أسباب التحلي بالأمانة والبراءة من الخيانة كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم:"ثلاث لا يُغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لكل مسلم، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعاءهم محيط من ورائهم ". (أخرجه الإمام الدارمى)[٥] .
وقوله:"يغل" بضم الياء وكسر الغين من الأغلال وهو الخيانة، ويروى بفتح الياء وكسر الغين من الغل وهو الحقد- ذكره ابن الأثير في النهاية- ولعل قوله: من الأغلال بمعنى الخيانة أقرب إلى معنى الحديث لأن المعنى أن هذه الخصال الثلاث لا يتصور أن تقع الخيانة فيهن من مؤمن صادق في إيمانه إذ أن الخيانة في خصلة من هذه الخصال تتنافى مع الإيمان.
وقد شدّد رسول الله صلى الله عليه وسلم النكير على من فارق الجماعة فاعتبره مخالفاً لهدى الإسلام وطريقه القويم، فقد أخرج الإمام أحمد من حديث أبى هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الصلاة إلى الصلاة التي قبلها كفارة والجمعة إلى الجمعة التي قبلها كفارة والشهر إلى الشهر الذي قبله كفارة إلا من ثلاث" قال: فعرفنا أنه من أمر حدث: إلا من الشرك بالله ونكث الصفقة وترك السنّة قال: قلنا يا رسول الله هذا الشرك بالله قد عرفناه فما نكث الصفقة وترك السنة؟ قال: أما نكث الصفقة فان تعطى رجلاً بيعتك ثم تقاتله بسيفك، وأما ترك السنة فالخروج من الجماعة" [٦]