ومساهمة رمزية في صد بعض هذه الهجمات في مجال النقد الذي يوجهه الأعداء إلى الشريعة الإسلامية. وما يحاولونه من التطاول على أحكامها باستنقاصها وإخفاء مزاياها ومحاسنها، لإيقاع السذج والأغرار من المسلمين ... فقد رأيت من باب المساهمة الرمزية وجهد المقل أن أكتب هذه المقالة عن مزايا التشريع الإسلامي، ثم أتبعها إن شاء الله- بمقالة أخرى عن العقوبات الإسلامية والدفاع عنها، لأنها أكثر الأحكام الإسلامية تعرضا للنقد والاستنقاص. والله أسال أن يحسن مقاصدنا وغايتنا وأن يوفق الجهود، ويسدد الخطأ إنه سميع مجيب.
المقصود بالتشريع الإسلامي:
قبل أن نتحدث عن مزايا التشريع الإسلامي ينبغي أن نحدد ما هو المقصود بهذا التشريع، فنقول مستعينين بالله سبحانه.
لفظ الشريعة في أصل الاستعمال اللغوي الماء الذي يرده الشاربون، ثم نقل هذا اللفظ إلى معنى الطريقة المستقيمة، التي يفيد منها المتمسكون بها هداية وتوفيقا ... ويختص هذا اللفظ في عرف الفقهاء بالأوامر والنواهي والإرشادات التي وجهها الله تعالى إلى عباده ليكونوا مؤمنين عاملين صالحين، سواء أكانت متعلقة بالأفعال أم بالعقائد أم بالأخلاق ... إلخ [٢] .
ويقول الشيخ محمود شلتوت- رحمه الله- في تعريفها: والشريعة هي النظم التي شرعها الله أو شرع أصولها، ليأخذ الإنسان بها نفسه في علاقته بربه وعلاقته بأخيه المسلم وعلاقته بأخيه الإنسان وعلاقته بالكون والحياة [٣] .