للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وينبغي أن نلاحظ أنه لابد من تطبيق الشريعة عامة بكل أحكامها، وإلا فلا يعتبر المجتمع ملتزما بشريعة الله ولا مطبقا لها، يقول جل ذكره: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} . (البقرة: ٨٥) .

ويقول سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً} . (النساء:١٥٠-١٥١) . فلاشك أن الذي يطبق الإسلام في جانب ويحول بينه وبين التطبيق في جانب آخر، لاشك أن هذه الآيات تنطبق عليه وهو على خطر عظيم من الكفر والنفاق. والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


[١] في ظلال القرآن: (ج١ص٢٢٨) .
[٢] مدخل الفقه الإسلامي: الدكتور محمد سلام مدكور.
[٣] الإسلام عقيدة وشريعة: محمود شلتوت: (ص٢٢) .
[٤] متفق عليه.
[٥] رواه أبو داود والترمذي.
[٦] المدخل لدراسة الفقه الإسلامي: الدكتور محمد يوسف موسى.
[٧] منهج التشريع الإسلامي وحكمته: (ص٢٣) .
[٨] تفسير ابن كثير: (ج٢ص٥٨٢) .
[٩] تفسير الرازي: (ج٢ص٢١١) . وراجع تفسير القرطبي: (ج٦ص٤٢٠) . وأضواء البيان للشنقيطي فقد تكلم على هذه الآية بإسهاب ونقل كلاما للسيوطي من كتابه الإكليل في استنباط التنزيل حول هذا المعنى: (ج٣ص٣٠٦) .