والجبهة الثالثة: هي "الشيوعية الملحدة" والتي هي من ثمرات اليهودية وقد أصبح لها كيان ودولة وهي تنشر أفكارها وإلحادها بشتى الوسائل ابتداءً بالدعوة السلمية وانتهاءً بقوة الحديد والنار.
وقد أصبح لها في بلاد المسلمين أتباع وأنصار يفرقون الأمة ويمزقون وحدتها.
فهذه الجبهات الثلاث قد اشتركت في غزو المسلمين ومحاربة دينهم وتمزيق صفوفهم فانقسمت الأمة الإسلامية وتعدد ولاؤها بحسب الجبهة التي تقودها وتسير على خطاها ولا يكاد يسلم من الأمة أحداً إلا من رحم ربك وقليل ما هم.
القسم الثالث: أسس الوحدة الإسلامية:
إن الأمة الإسلامية تملك أسساً مشتركة تستطيع بها أن تجمع شتاتها وتوحد كلمتها ... فهي أمة واحدة ... ذات دين واحد ... وكتاب واحد ... ورسول واحد ... هذه هي الأصول الثابتة التي تشترك فيها الأمة. فإذا ما أدركتها جيداً والتزمت بمقتضياتها فإن ذلك يجعل منهم أمة واحدة تلتقي على:
وحدة الغاية.
وحدة العقيدة.
وحدة القيادة.
وحدة المنهج.
فهذه الأسس التي تجتمع عليها الأمة وتكون عليها الوحدة الإسلامية الشاملة ... وأي خلل أو نقص فيها فإن ذلك يؤدي إلى استمرار الواقع المؤلم ... واقع التفرق والتمزق. وفيما يلي نبين بإيجاز تلك الأسس.
أولاً: وحدة الغاية:
إن لهذا الإنسان الذي يعيش على ظهر هذه الأرض "غاية"يؤديها في وجوده فإذا عرفها وتمثلها في حياته فإنه يسعد في الدنيا والآخرة وإذا جهلها وأعرض عنها فإنه يشقى في الدنيا والآخرة.
هذه الغاية هي "العبادة"لله عز وجل والقيام بدور الخلافة الصحيح في الأرض كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} . فهذه هي الغاية.