للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأثر العبادات واضح في تقويم الأخلاق وتزكية النفوس، وشحز العزائم إلى جانب أنها تزكي في العبد ملكة المراقبة لربه، وترقى به إلى درجة الإحسان الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام:"الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" [١٣] .

وإذا نظرنا في الأَحاديث، كهذا الذي مر آنفا وكالحديد الذي يقوله فيه عليه الصلاة والسلام لابن عباس وكان رديفه"يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ... الخ" [١٤] .

إذا رأينا في هذه الأحاديث الكلام الموجه للفرد فإن المقصود به الأفراد ومن مجموع الأفراد تتكون الجماعات والأمم.

وأثر العبادات في الجماعات،"ودعم روابطها وبناء علاقتها على أسس راسخة من العدل والإخاء والأهداف والإحسان. أثر واضح يتمثل في صياغتهم صياغة إنسانية كاملة بتأليف بناء قوي متماسك قائم على العدل والمساواة، والإحسان، والإيثار، والبر والرحمة، والتعاون على جلب الخير، ودفع الضرر، إن الجماعة التي ينشدها الإسلام هي الجماعة المتماسكة المترابطة التي تكونت من اللبنات الصالحة التي بدأت بالإخاء، ثم تجاوزته إلى الحب، ثم علت حتى صارت إلى الإيثار، ومن هنا ندرك أن الجماعة التي يريدها الإسلام لها سمات ومميزات: