يقول الأستاذ سيد قطب في نهاية تفسيره للآيتين:"فالصلاة صلة الفرد الضعيف الفاني بمصدر القوة والزاد، والزكاة صلة الجماعة بعضها ببعض والتأمين من الحاجة والفساد والاعتصام بالله، العروة الوثقى التي لا تنفصم بين المعبود والعباد"[١٥] .
وهذه الجماعة التي انطبعت بطابع العقيدة وتأثرت بالتربية الربانية المتمثل في العبادات في الإسلام هذه الجماعة ليست خيالا، ولا شيئا محالا، وإنما ظهرت في عالم الواقع في العصر النبوي الكريم، وعصر الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين، ولهذا فقد أثنى الله عليهم في كتابه فقال:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} ] آل عمران: ١١٠ [.
وقد أشار القرآن الكريم إلى ما سيكون لهذه الأمة من رفعة طالما كانت متمسكة بكتابه، مستجيبة لأمره قائمة بالعبادات وعمل الصالحات خير قيام.