للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يخبر الله سبحانه وتعالى في هاتين الآيتين الكريمتين أن فرعون قد جمع قومه من القبط فنادى فيهم متبجحا مفتخرا بملكه مصر وما هو فيه من خير ونعيم، فقال: أليس لي هذا الملك العظيم ملك مصر, وهذه الجنان الناضرة الحسان, وهذه الأنهار الجارية من بين يدي لا تقف ولا تجف؟!! أين موسى الذي هو مهين ولا يكاد يبين من هذا كله؟!!.

وقد جاء الاستفهام في قوله: {أَفَلا تُبْصِرُونَ} للفخر وتعظيم نفسه.

الآية الرابعة: في قوله: {وَفِي الأرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} . الآيتان: (٢٠- ٢١) من سورة الذاريات.

تتضمن هاتان الآيتان الكريمتان أن الله سبحانه وتعالى قد جعل في هذه الأرض التي دحاها وفي هذه الأنفس التي سواها آيات كثيرة للموقنين الذين ينظرون إليها نظرا صحيحا متدبرا معتبرا، فيؤمنون بعظمة خالقها وقدرته الباهرة، ويصدقون بما جاءت به الرسل دونما ريب.

وفي ختام هاتين الآيتين قال تعالى: {أَفَلا تُبْصِرُون} وهو استفهام إنكار وتوبيخ: ينكر الله سبحانه وتعالى على الكافرين ويوبخهم أن لا ينظروا النظر الصحيح السليم المتأمل المتبصر إلى ما في هذه الأرض من آيات دالة تثير التفكر، وإلى ما في هذه الأنفس من عجائب التركيب ودقائق الصنع التي تبعث على الاعتبار، فيعلموا وحدانية الذي خلقها وقدرته له على أن يعيدهم إلى الحياة بعد الموت كما بدأهم أول مرة.

وأما الصيغة السادسة: فهي ما دخلت فيه همزة الاستفهام على (لا) النافية لمضارع (علم) . وقد جاءت هذه الصيغة في ثلاث آيات من آيات القرآن الكريم: