للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعد هذه المخالفات المنهجية في أبواب العقيدة كلها, وبعد هذا التميّز الفكري الواضح لمذهب الأشاعرة, إضافة إلى التميّز التاريخي هل بقى شك في خروجهم عن مذهب أهل السنة والجماعة الذي هو مذهب السلف الصالح؟.

لا أظن أيّ عارف بالمذهبين ولو من خلال ما سبق هنا يتصور ذلك.

ومع هذا فسوف أضيف فوارق منهجية أخرى وضوابط في علم الفرق والمقالات لا يشك في صدقها مطَّلع بل سأكتفي بفارق واحد وضابط واحد:

فارق منهجي نموذجي: التناقض ومكابرة العقل:

ليس هناك مذهب أكثر تناقضا من مذهب الأشاعرة اللهم إلا مذهب الرافضة, لكن الرافضة كما قال الإمام أحمد: "ليست الرافضة من الإسلام في شيء", وكما قال شيخ الإسلام: "إن الرافضة قوم لا عقل لهم ولا نقل"، أما هؤلاء فيدّعون العقل ويحكَّمونه في النقل ثم يتناقضون تناقضا يبرأ منه العقل, ويخلو مذهب أهل السنة والجماعة من أدنى شائبة منه ولله الحمد، وكما سيلاحظ القارئ هنا يرجع معظم تناقضهم إلى كونهم لم يسلّموا للوحي تسليما كاملا, ويعرفوا للعقل منزلته الحقيقية وحدوده الشرعية, ولم يلتزموا بالعقل التزاما واضحا, ويرسموا منهجا عقليا متكاملا كالمعتزلة والفلاسفة بل خلطوا وركبوا فتناقضوا واضطربوا.

وإليك أمثلة سريعة للتناقض ومكابرة العقل:

١- قالوا: "إنه لا يجوز أن يرى الأعمى بالمشرق البقعة بالأندلس".

٢- قالوا: "إن الجهة مستحيلة في حق الله"ثم قالوا بإثبات الرؤية, ولهذا قيل فيهم: "من أنكر الجهة وأثبت الرؤية فقد أضحك الناس على عقله".