٨- قالوا:"إن العقل يقدَّم على النقل عند التعارض, بل العقل هو الأصل, والنقل إن وافقه قُبِل وإن خالفه رد أو أوّل"، ثم قالوا:"إن العقل لا يحسّن شيئا ولا يقبحه "، فجعلوا -مثلا- نصوص علو الله معارضة للقواطع العقلية في حين جعلوا قبح الزنا والكذب مسألة سمعيه ...
٩- قالوا:"إنّ تأويل آيات الصفات واجب يقتضيه التنزيه وتأويل آيات الحشر والأحكام كفر يخرج من الملة" ... أما من دعا غير الله أو ذبح له واستغاث به أو تحاكم إلى الطاغوت فلم يتعرضوا لذكره أصلا.
١٠- قالوا:"إن من قال: إن النار تحرق بطبعها كافر مشرك, ومن أنكر علو الله على خلقه موّحد منزّه".
١١- جزموا بأن من لم يبلغه الشرع غير مؤاخذ بإطلاق, وردّوا أو أوّلوا النصوص في ذلك. ثم قالوا:"إن على كل مكلف -وان كان مولودا من أبوين مسلمين في ديار الإسلام وهو يظهر الإسلام- عليه إذا بلغ سنّ التكليف أن ينظر في حدوث العالم ووجود الله", فإن مات قبل النظر أو في أثنائه اختلفوا في الحكم بإسلامه, وجزم بعضهم بكفره.
هذا غيض من فيض من تناقضهم مع أصولهم ومكابرتهم للعقل السليم, ومن أراد الاستزادة والتفصيل فليراجع التسعينية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
وهناك قضية بالغة الخطورة لاسيما في هذا العصر وهى الأخطاء العلمية عن الكون التي تمتلئ بها كتب الأشاعرة والتي يتخذها الملاحدة، وسيلة للطعن في الإسلام وتشكيك المسلمين في دينهم.
من ذلك ما حشده صاحب المواقف في أول كتابه من فصول طويلة عن الفلك والحرارة والضوء والمعادن وغيرها مما قد يكون ذا شأن في عصره لكنه اليوم أشبه بأساطير اليونان أو خرافات العجائز.