وإن من يتأمل الواقع الذي نعيشه في المملكة العربية السعودية يدرك أن ما نحن فيه من أمن يفوق ما فيه أهل عصرنا من الدول وغيرها هو من أثر العقيدة الإسلامية التي دعا إليها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وناصره آل سعود عليها ووازروه على إعلاء كلمة الله تعالى فأقَبلوا على معرفة ما عند الشيخ من العلم والإرادة حتى إذا عرفوا صدق موافقته للحق نفذوا ذلك بالسلطان والإدارة والسيف والعزيمة يريدون ما عند الله تعالى، فصنع لهم الله من عظيم صنعه، وأظهر لهم من الدولة ما ظهروا به على سائر العرب، وكلما كان الأمر على ذلك العهد المبارك كلما كان في بحبوحة العز والنصر والظهور، ولا نزال ولله الحمد، ننعم بوارف ظلال عقيدة السلف الصالح المبنية على صحة العلم وصلاح العمل تحت دوحتي أهل العلم وأهل العمل من علماء الدعوة وأنصارها.
هذا وإن اقتصار المجلة على نشر البحوث العلمية الموثقة من الأساتذة الجامعيين ليرجى منه أن يجمع قوتها ويركزها على التخصص العلمي النافع فما ذلك إلا استجابة لمتطلبات المسيرة العلمية التي تسيرها الجامعة الإسلامية لتفي بسد بعض حاجات المجتمع الإسلامي العالمي للتخصص العلمي حسبما يُمليه وجودها إذ هي مؤسسة إسلامية عالمية من حيث الغاية، وعربية سعودية من حيث التبعية، ذات شخصية اعتبارية مستقلة، ومن أهدافها إعداد البحوث العلمية وترجمتها ونشرها وتشجيعها في مجالات العلوم الإسلامية والعربية خاصة، وسائر العلوم وفروع المعرفة الإنسانية التي يحتاج إليها المجتمع الإسلامي عامة، وتجميع التراث الإسلامي والعناية بحفظه وتحقيقه ونشره.
ونسأل الله التوفيق لما يحبه ويرضاه وأن يسلك بنا سبيل أتباع رسوله صلى الله عليه وسلم أهل البصيرة والصدق والإخلاص في العلم والعمل وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.