تتضمن هذه الآيات الكريمة حواراً بين رسل أرسلهم الله تبارك وتعالى إلى أهل قرية لم يسّمها كانوا يعبدون غيره، وبين أهل تلك القرية، وفى آخر هذا الحوار قال أهلها لأولئك الرسل: لقد كنتم شؤما علينا ولإن لم تنتهوا عما تدعوننا إليه لنرجمنّكم بالحجارة وليصيبنكم منا عذاب أليم، فقال لهم الرسل شؤمكم معكم وفيكم، فهذا الضلال الذي أنتم فيه هو شؤمكم، أإنْ دعوناكم إلى الهدى ونهيناكم عن الضلال وبيّنا لكم فساد ما أنتم عليه، تشاءمتم بنا وتوعدتم وتهدّدتم؟!! بل أنتم قوم مسرفون في الضلالة ممعنون في الغيّ.
وهذا الاستفهام:{أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ} يفيد الإنكار والتوبيخ: فقد أنكر الرسل على أهل القرية أن يتشاءموا منهم وأن يجعلوا من دعوتهم إلى عبادة الله وحده ونهيهم عن عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، أن يجعلوا من ذلك طيرة وشؤما، وكان ينبغي بدلا من ذلك أن يفرحوا بقدومهم وأن يستجيبوا إلى ما دعوهم إليه، وأن يشكروا الله تعالى أن هداهم للإيمان.