وعن عياض بن حمار، المجاشعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم، فقال في خطبته:"إن ربي عز وجل أمرني أن أعلمكم ما جهلتم، مما علمني في يومي هذا كل مال نحلته [٣] عبادي حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء [٤] كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم [٥] عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم، أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا ... "[٦] الحد يث.
إكرام البشر بإرسال الرسل إليهم وإنزال الكتب عليهم
ثم لم يكِلهم الله إلى ما آتاهم من فطرة وعقل، بل أرسل إليها الرسل مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتب لتبيّن لهم الحق من الباطل ولتكون مرجعا لهم، فيما يختلفون فيه، حتى لا يبقى للناس أي عذر، ولتقوم عليهم الحجة، فلا يبقى لهم حجة على الله بعد الرسل.
وكلّف جميع الأمم بطاعة هؤلاء المصطفين الأخيار واتباعهم والانقياد لهم وأنزل أشد العقاب بمن كذبهم وعاندهم في الدنيا، وسوف ينزل بهم العذاب الأنكى والأشد، العذاب السرمدي الخالد في دار الجزاء العادل.
ما هي رسالة هذه الصفوة المختارة من البشر صلوات الله وسلامه عليهم وما الذي قدموه لأممهم؟
إن رسالتهم تشمل كل خير وتبعد من كل شر، فقدموا للإنسانية كل ما يسعدها في الدنيا والآخرة، فما من خير إلا دلوا الناس عليه، ولا شر إلا حذروا الناس منه.