للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس، فقال: "تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاًَ ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم- قرأ الآية التي أخذت على النساء {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ} فمن وفّى منكم، فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا، فعوقب به فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله عليه فهو إلى الله إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه" [٣٨] .

وساق ابن كثير عدداً من الأحاديث التي فيها أن رسول الله كان يبايع النساء بمضمون هذه الآية [٣٩] منها حديث عائشة، وحديث اميمة بنت رقيقة، وحديث أم عطية [٤٠] ، وحديث سلمى بنت قيس إحدى خالات الرسول [٤١] وحديث رائطه بنت سفيان الخزاعية [٤٢] . ثم قال: "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعاهد النساء بهذه البيعة. ثم ساق حديث ابن عباس [٤٣] وأحاديث أخر.

أقول: وكذلك كان يتعاهد الرجال، فمما يدل على ذلك حديث عبادة بن الصامت السابق، ومن ذلك حديث عوف بن مالك الأشجعي رضى الله عنه قال: "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، تسعة أو ثمانية أو سبعة، فقال: "ألا تبايعون رسول الله؟ "وكنا حديث عهد ببيعة فقلنا: بايعناك يا رسول الله، ثم قال: "ألا تبايعون رسول الله". فقلنا: بايعناك يا رسول الله، ثم قال: "ألا تبايعون رسول الله؟ " قال: فبسطنا أيدينا وقلنا قد بايعناك يا رسول الله، فعلام نبايعك؟ قال: "على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، والصلوات الخمس وتطيعوا- وأسر كلمة خفية- ولا تسألوا الناس شيئاً" فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحداً يناوله إياه " [٤٤] .