وعلينا في هذا المجال أن نتذكر أن هناك دينا وشريعة- وقد تشابهت دعوات الرسل جميعا:{لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} . سورة البقرة الآية: ٢٨٥، وفي الحين الذي يعتقد المسلمون ذلك ولا يفرقون بين أحد من الرسل لا نجد عقيدة من العقائد الأخرى تعترف بالإسلام أو برسول الإسلام محمد صلوات الله وسلامه عليه ... وقد اختلفت شرائع الرسل- قال تعالى:{لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} . سورة المائدة: ٤٨، وكانت شريعة الإسلام بما انطوت عليه من أحكام ينحني لها الزمان والمكان نهاية المطاف وخاتمته في تدرج الشرائع نحو الكمال-. إذن فالأولى أن يركز الكتاب على وجوب تركيز العقيدة في نفوس المسلمين- وعلى وجوب تطبيق شريعة الله في الأرض ليستريح برّ ويُستراح من فاجر، الأولى أن يبرزوا التعصب اليهودي وشوفينيته [٧٦] والصهيونية وأهدافها وأساليبها في محاسبة الإسلام والمسلمين، والغرب المستعمر وتمييزه العنصري واستغلاله واحتكاراته، الأولى أن يبرزوا خصومة المعسكر الليبرالى مع الإنسان في تمييزه بين البيض والسود في أمريكا وفي جنوب إفريقيا وغيرهما، ومع الحياة التي تبرز في القلق وكثرة حوادث الانتحار، وأن يبرزوا خصومة المعسكر الاشتراكي مع الإنسان في عمله على خلق التناقضات بين بني البشر وتقسيمهم إلى طبقات متصارعة متعادية متنافرة باسم التطور والديالكتيك، ومع الحياة حين خالفت هذا المعسكر الفطرة ففقدت الحياة معناها وخضعت للآلة- الأولى أن يبرزوا مذابح المسلمين في الهند والفليبين وإرتيريا وجنوب إفريقيا وتايلاند وأن يدعو المسلمين للالتفاف حول عقيدتهم ليقودوا العالم إلى الهدى فهذا دورهم بعد أن أعلنت الحضارة الغربية الشرقية والغربية عن خوائها الإنساني وفراغها بأن كبلتها المادية وأعمتها الشوفينية فآذنت شمسها بالغروب [٧٧] . والأولى