عن شداد بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته".
وقد نهى الإسلام عن اتخاذ الشيء الحي هدفا لتعلم الرماية، كما أنه نهى عن تعذيب الحيوان، وقد جعل الشرع الإسلامي، وهو في مدلوله من موجبات دخلو الجنة.
هذه بعض مفاهيم الإحسان في الشرع الإسلامي، وهو في مدلوله يشمل كل قول وعمل يصدر عن الإنسان، لأن الإحسان - كما قلنا - مطلوب في كل شيء.
والآيات التي تشير إلى الإحسان وتحض عليه كثيرة نذكر منها قوله تعالى:{إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} .
هذه الأوامر والنواهي هي دستور الحياة الإنسانية المثلى وهي جماع الخير كله، لأنها جمعت بين العدل الذي تقوم عليه السموات والأرض، والإحسان الذي هو في حقيقته مراقبة الله في كل أمر، والتكافل الإجتماعي بين ذوي القربى، والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي التي هي جماع الشر كله.
وكل هذا من مبادئ الإسلام الاجتماعية التي تتصل بمعاملات الناس وصلاتهم بعضهم ببعض، وأهم ما في هذا الإحسان أن تجعل رقابة الله قائمة في كل عمل أو قول أو تصرف يصدر عنك. وبذلك يكون التعامل الاقتصادي قد احتضنته هذه الرقابة وأدت حق الله فيه.
ثالثا ـ النصيحة:
ما المقصود من النصح أو التناصح؟ يكون النصح خاصا وعاما، فالنصح الخاص هو الذي يقتصر على شخص معين في قضية معينة، أما النصح العام، فهو النصح الذي يكون له أثر واسع ويدخل في التعامل بين الناس.
والتناصح خلق إسلامي تفرضه الأخوة الإسلامية، والمبدأ في هذا هو أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك.