أي إنك عملت بما توجبه عليك أخلاقك الإسلامية في أداء النصيحة إلى الغير في جميع تصرفاتك وأعمالك وأقوالك.
والنصح لا يقبل الغش، لأن الغش لا يتفق مع النصح، ولا يكون نصح إذا كان فيه غش، وإنما يعتبر كذبا وتمويها واستغلالا وخيانة.
لذلك فإن النصح يفرض عليك أن تصدق في التعامل وأن لا تقبل لغيرك إلا ما ترتضيه لنفسك.
وهذا الضابط الأخلاقي له أثره البين في التعامل الاقتصادي، لأن هذا التعامل لا يقتصر على ذات الإنسان، وإنما يتعداه إلى الغير، فإذا تحقق التناصح بين المتعاملين اطمأنت النفوس بعضها لبعض، وعم الخير والتضامن بين أفراد المجتمع, وكان لذلك أثره في جميع شؤون الحياة.
ولا بد من الإشارة إلى أن النصيحة تدخل في باب الشورى، وقد جعل الإسلام الشورى واجبة على من يلي أمر المسلمين وصفة إيمانية لهم, ولا تتحقق الشورى إلا بالتناصح وبيان الرأي الأفضل.
وأثر النصيحة في التعامل الاقتصادي - بالمفهوم الإسلامي - أضحى واضحا، وبذلك يمتنع الفشل والاحتيال، والاحتكار وجميع ما يتصل بسوء المعاملة، فيما إذا افترضنا أن المجتمع يعيش حياة إسلامية، لأن الفرد المسلم حريص على اكتساب مرضاة الله سبحانه {وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} .
رابعا ـ الاستقامة:
الاستقامة سلوك فردي وجماعي، وهو أبرز في حياة الجماعة وأبعد أثرا، وبذلك يقول الله سبحانه:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلآّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} ... إلى آخر هذه الآيات الكريمات من سورة فصلت رقم٣٠/٣٢.