ومما يستغرب ما ذكر عن شعبة في ذلك مع كراهيته للتدليس وذلك ما قرأه الحافظ على فاطمة بنت المنجا عن عيسى بن عبد الرحمن المطعم قرئ على كريمة بنت عبد الوهاب وأنا أسمع عن محمد بن أحمد بن عمرو الباعنان أنا أبو عمرو بن أبي عبد الله بن منده أنا أبو عمرو عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب إملاء ثنا أبو عبد الله أحمد بن يونس بن إسحاق ثنا أحمد بن محمد الأصفر حدثني النفيلي ثنا مسكين بن بكير ثنا شعبة قال: سألت عمرو بن دينار عن رفع الأيدي عند رؤية البيت؟ فقال أبو قزعة: حدثني مهاجر المكي أنه سأل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: "أكنتم ترفعون أيديكم عند رؤية البيت"فقال: "قد كنا مع رسول الله فلم يكن يفعله".
قال الأصفر:"ألقيته على أحمد بن حنبل فاستعادنيه فأعدته عليه" فقال: "ما كنت أظن أن شعبة يدلس"، حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي قزعة بأربعة أحاديث هذا أحدها ولم يذكر فيه عمرو بن دينار, قال الحافظ:"اسم أبي قزعة سويد بن حجر"، وهذا شيء قاله الإمام أحمد ظنا والذي عندي أن شعبة لم يدلسه بل كان يسأل عمرو بن دينار فحدثه بهذا ثم لقي أبا قزعة فسأله عنه فحدثه به والدليل على ذلك أنه صرح بسماعه منه لهذا الحديث فيما رواه أبو داود في السنن عن يحيى بن معين عن محمد بن جعفر المعروف بغندر عن شعبة سمعت أبا قزعة به، وكيف يظن بشعبة التدليس وهو القائل:"لأن أخر من السماء أحب من أن أقول عن فلان ولم أسمعه عنه"وهو القائل: "لأن أزني أحب إلي من أن أدلس".
وقال البيهقي في المعرفة:"روينا عن شعبة قال: "كنت أتفقد فم قتادة فإذا قال: حدثنا وسمعت حفظته وإذا قال حدث فلان تركته".
قال: وروينا عن شعبة أنه قال: "كفيتكم تدليس ثلاثة الأعمش وأبي إسحاق السبيعي وقتادة"، وقال الحافظ: "فهذه قاعدة جيدة في أحاديث هؤلاء الثلاثة أنها إذا جاءت من طريق شعبة دلت على السماع ولو كانت معنعة".