أما إعراب {أَرَأَيْتُمْ} فهي علمية تتعدى إلى مفعولين: المفعول الأول اسم الموصول {مَا تَدْعُونَ} ، والمفعول الثاني الجملة الاستفهامية: هل هن كاشفات ضره، هل هن ممسكات رحمته. والرابط الذي يربط المفعول الثاني بالأول ضمير {هُنَّ} وقد أُنث بالنظر إلى المعنى المراد من {مَا تَدْعُونَ} وهو الأصنام، وكثيرا ما كانوا يسمونها بأسماء الإناث كاللات والعزى ومناة.
وجواب الشرط {إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرّ} ، {أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَة} محذوف يدل عليه {أَرَأَيْتُمْ} ومعمولها وتقديره: فأخبروني هل هن كاشفات ضره أو ممسكات رحمته.
واستفهام {أَفَرَأَيْتُمْ} هنا يفيد التنبيه والتوبيخ:
تنبيه المشركين على خطئهم في اتخاذهم الأصنام آلهة تعبد من دون الله، فالاستفهام يلفت أنظارهم إلى أن أصنامهم التي يعبدونها لا تدفع ضرا ولا تجلب نفعا، وإذن فهي لا تستحق العبادة ولا الألوهية، وأن الذي يستحق العبادة دون غيره هو الله وحده.
ويفيد تقريع المشركين وتوبيخهم على عبادتهم أصناما لا قدرة لها على الخير ولا على الشر، على حين يكفرون بوحدانية الله تعالى وإخلاص العبادة له وهو القادر على كل شيء القاهر فوق عباده.
الآية الثانية عشرة: قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} الآية (٥٢) من سورة فصلت.
تتضمن هذه الآية الكريمة أن الله سبحانه وتعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين المكذبين بالقرآن الكريم ما يتضمن:
أرأيتم إن كان هذا القرآن الذي تكذبون به قد جئتكم به من عند الله ثم كفرتم به من غير نظر ولا اتباع دليل، أرأيتم أحدا أضل منكم، لا أحد أضل منكم أيها المكذبون الذين أبعدتم في الشقاق وأوغلتم في العداوة.