وقال الطبري رحمه الله: حدثنا ابن وكيع [١٠] قال: ثنا إسحاق الرازي [١١] ، عن أبي سفيان [١٢] ، عن عمرو بن مرة [١٣] قال: قال الربيع [١٤] : "ألا أقرأ عليكم صحيفة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفل [١٥] خاتمها؟ فقرأ هذه الآيات {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُم} "[١٦] .
وقال رحمه الله: حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا جرير [١٧] ، عن الأعمش [١٨] ، عن إبراهيم [١٩] ، عن علقمة [٢٠] قال: "جاء إليه نفر فقالوا: قد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فحدثنا عن الوحي"، فقرأ عليهم هذه الآيات من الأنعام {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا} قالوا: "ليس عن هذا نسألك"[٢١] قال: "فما عندنا وهي غيره"[٢٢] .
سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه المبايعة عليها:
قال أبو عبد الله الحاكم رحمه الله:
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار [٢٣] ، حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي [٢٤] ، حدثنا يزيد بن هارون [٢٥] ، أنبأنا سفيان بن حسين [٢٦] ، عن الزهري [٢٧] ، عن أبي إدريس [٢٨] ، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من يبايعني على هؤلاء الآيات، ثم قرأ {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} حتى ختم الآيات الثلاث، فمن وفى فأجره على الله، ومن انتقص أدركه الله بها في الدنيا كانت عقوبته، ومن أخر إلى الآخرة، كان أمره إلى الله، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له"[٢٩] . قال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه"[٣٠] . وقد وافقه على هذا الحافظ الذهبي رحمه الله [٣١] .