وكما هو المتعارف عليه في هذا العصر بالنسبة لجميع القوميات، ومن ذلك: القومية العربية التي حاول المستعمرون أن يحلوها محل العقيدة الإسلامية التي تربط بين المسلمين في أنحاء المعمورة من أي جنس مهما كانت أنسابهم ومهما اختلفت أوطانهم ولغاتهم، ليصلوا بذلك إلى هدفهم الأصيل، وهو تفريق كلمة المسلمين وتشتيت جمعهم بتعدد القوميات لكل أمة منهم، لأن العرب عندما يدعون إلى القومية العربية ويفتخرون بها، ويتخلون عن الدعوة إلى الإسلام يفتحون بذلك بابا لانفصال المسلمين من غير العرب عنهم، لأن لكل أمة قومية تخصها، فإذا كانت قومية العرب هي العربية فقومية الأتراك هي التركية، وهي أحق بالأتراك من القومية العربية التي نادى بها المستعمرون أولا وطبقها أذنابهم في بلادنا ثانيا، حتى أصبح المسلمون في أنحاء العالم ينظرون إلى العرب كأمة منفصلة عنهم لا تربطهم بهم رابطة. وأرجو أن لا يفهم القارئ من هذا أنني لا أحبذ اجتماع كلمة العرب، كلا!! ولكني أريد منهم أن يكون اجتماعهم على رابطة عامة شريفة تربطهم بإخوانهم المسلمين كلهم وهي رابطة العقيدة الصحيحة. ولذا نرى دول الشعوب الإسلامية تسارع إلى حضور الاجتماعات الإسلامية وتؤيِّدها باسم الإسلام الذين يشتركون فيه جميعا..
أجل إن القومية التي لها هذه المعاني فهي ما أذهبه الله عن المسلمين من عيشة الجاهلية، من دعا إليها فقد دعا إلى ما أذهبه الله عن المسلمين من أسباب الفرقة والعداء. ولصاحب السماحة الوالد رئيس الجامعة الإسلامية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رسالة قيمة في هذا الموضوع تسمى: نقد القومية على ضوء الإسلام والواقع، فمن شاء فليرجع إليها.