[١٢٦] وهكذا يكشف ابن كمال، في هذا الجزء من الرسالة، عن منهجه في الدرس البلاغي النقدي. فهو مجدد لاتجاه عبد القاهر الجرجاني صاحب نظرية النظم التي قوامها:((واعلم أن ليس النظم إلا أن تضع كلامك الوضع الي يقتضيه علم النحو، وتعمل على قوانينه وأصوله)) (الدلائل –طبعة المنار – ص٥٥) ..أما ابن كمال فيقول:((ومرادهم من النظم في أمثال هذا المقام توخي معاني النحو فيما بين الكلام حسب الأغراض التي يصاغ لها الكلام – والنظم بهذا المعنى أسّ البلاغة، وأم الإعجاز)) ... ويقول:((وإذا تحققت ما ذكرناه فقد ظهر عندك أن التراكيب الخالية عن الفصاحة ساقطة عن نظر صاحب المعاني دون النحوي، وكذا ساقطة التراكيب التي لاحظ من الخواص الخطابية. ومن هنا تبين أن موضوع علم النحو أوسع دائرة من موضوع علم المعاني رغم أن البحث فيهما عن المركبات على الإطلاق، إلا أن النحوي ينظر إلى هيئاتها التركيبية وتأديتها المعاني الأصلية. وصاحب المعاني ينظر إلى إفادتها المعاني المغايرة لأصل المعنى)) .
/ عن مخطط لابن كمال بعنوان: صاحب المعاني يشارك الغوي في البحث عن مفردات الألفاظ../.