٥- ولدى التدقيق في خبر أنس بن النضر كما ورد في رواية ابن إسحاق - بصيغة التحديث - وكما أخرجه البخاري من حديث أنس، وأحمد عن يزيد عن حميد عن أنس رضي الله عنه، لا تجد أية إشارة إلى فكرة الاستسلام أو إلقاء السلاح بل كل ما هنالك أنهم - كما جاء في رواية ابن إسحاق - ألقوا بأيديهم - لا بأسلحتهم - وذلك كناية عن الوهن والحيرة من هول ما أصابهم حين سمعوا الخبر عن مقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وسرعان ما عادوا إلى القتال بما سمعوا من تذكير أنس، وبما علموا من حياة قائدهم الحبيب صلى الله عليه وسلم كما هو واضح من مختلف المصادر الصحيحة.
٦- والخلاصة أن لا سند من الصحة لخبر الاستسلام أو إلقاء السلاح، ولا يعقل أن يكون في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من يفكر بمفاوضة أعداء الله، والتخلي عن دينه ليمكِّن للوثنية وأهلها.. إلا إذا سمحنا لعقولنا بأن لا تفرق بين ذلك الرعيل المصفى من أحابيش اليوم.
وبعد، فهذا ما رأيت التذكير به شاكراً للأستاذ ابن حزم وإخوانه جهادهم وغيرتهم، والله أسأل أن يوفقنا وإياهم إلى طاعته واقتفاء آثار أولئك الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، والحمد لله رب العالمين.