إنها صورة جزئية، وصور بسيطة وأمور ليست بذات أهمية عند البعض، ولكنها تصور ذلك الإسلام الذي أشرنا إليه كل التصوير، إسلام من ((ماركة ممتاز)) لا يؤثر فيه شيء، ولا يعتريه البلى والوهن، ولا ينقص بنقصان شرع ودين ومسالمة واستسلام أو انسياق مع تيارات المادة والمعدة، واتجاهات الغرب والشرق واليمين واليسار.
نحن مع الإسلام في كل مكان، ما في ذلك من شك، ولكن مع الإسلام المستقل الأصيل، لا الإسلام التابع، الفرعي، المتطفل.
نحن مع الإسلام القائد، السائد، المعلم، الموجه، لا الإسلام الذي يتلقى الأوامر والتعليمات من ((الباب العالي)) في موسكو، و ((البيت الأبيض)) في واشنطن.
مع إسلام لا ينكر العلم والسياسة، بل إن العلم والسياسة فيه عبادة، ولا يهمل الطاعة والعبادة فهي مفزع المؤمن ومأمنه، وحصنه ومعقله، وأكبر همه وغاية مناه.
مع إسلام مناضل مكافح متصل الحلقات بجميع أجزائه، وثيق العرى بجميع حركاته وتنظيماته، عميق الحب بجميع أبنائه، كثير الاعتراف بالفضل عظيم التقدير لذوي الكفاية والإخلاص، كثير الشكر على المساهمة والتعاون.
هذا الإسلام العميق الواسع، المشرق النير، الكامل الشامل، الأصيل المستقل، المكافح المناضل.
الإسلام الذي يتكلم ولو كره الصليبيون الجدد الحمر والبيض والصفر، ويرفع صوته لتنظيم المجتمع والحكم، والأسرة والعائلة، على أسس نقية واضحة من السيرة الطاهرة والشريعة الخالدة والكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
هذا الإسلام هو العنصر الأقوى في معركتنا الكبرى، وردنا الحاسم على هواة الفساد ودعاة الانحلال والمتآمرين على سلامة البلاد، ونعمة الأمن والهناء، باسم الحرية والعلم والتقدمية، والاشتراكية والثورية.