للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعقدت دول عدم الانحياز عدداً من المؤتمرات بعد مؤتمر باندونغ كان عاشرها بزيمبابوي عام ١٩٨٦م. وضمت دولاً أخرى فبلغ عدد المنتمين إليها (١٠٦) دول، ولكن الدول الغير المنحازة فعلاً لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، ولهذا ظلت أهداف هذه المنظمة ومبادئها وشعاراتها نوعاً من أضغاث الأحلام، أو السّراب بحيث أصبح لسان حال أقطابها اليوم:

"نحن نجتمع، إذاً نحن موجودون" [٧٧] . ولم تؤثر على الأحلاف التي أقامتها الولايات المتحدة وروسيا بصورة مباشرة أو غير مباشرة، في آسيا أو في أفريقيا [٧٨] .

تاسعاً: منظمة الوحدة الأفريقية:

أخذت الدول الأفريقية التي استقلت تتنبه إلى أهمية المسائل الاقتصادية، وإلى ضرورة معالجتها، فظهرت محاولات في هذا الميدان [٧٩] . وبدأ التفكير بتكوين منظمة في مؤتمر باندونغ عام ١٩٥٥م، ثم في اجتماعات القاهرة عام ١٩٥٧م ت وكونكري عام ١٩٦٠م. فتكونت مجموعة دول كازابلانكا، (الدار البيضاء) عام ١٩٦١م من دول: المغرب، وجبهة التحرير الجزائرية، وغانا، ومالي. ومجموعة دول برازافيل من اثنتي عشرة دولة ناطقة بالفرنسية في أفريقيا، حيث وقعت اتفاقاً في"تناناريف" (عاصمة مالاجاش) عام ١٩٦١م، ودعي بميثاق: "اتحاد أفريقية - مالاجاش". وكذلك تم اجتماع مونروفيا حضرته دول أفريقية السوداء، وأعقبه مؤتمر لاجوس (عاصمة نيجيريا) عام ١٩٦٢م بهدف إقامة تعاون بين الشعوب الأفريقية السوداء [٨٠] .

كل هذه الاتفاقيات والمؤتمرات كانت خطوات نحو انعقاد مؤتمر كبير في أديس أبابا (عاصمة أثيوبيا) عام ١٩٦٣م بحضور ثلاثين وزير خارجية أفريقي من الدول المستقلة.

حيث أنهى هذا المؤتمر ميثاق كازابلانكا، وميثاق مونروفيا، واقترح إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية.