ومن هذا العرض السريع للتكتلات الدولية يتضح تبعثر جهد المسلمين، وخفوت صوت الإسلام ومناهجه فيها، ولما كَان الإسلام يفرض وجوده، ويجمع أفراده، فقد تحركت الغيرة في بعض بلدانه ودوله وقادته فقامت بجهود مشكورة في سبيل تجميع المسلمين وطاقاتهم فظهر للوجود: منظمة المؤتمر الإسلامي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية. وسنتكلم عنهما باختصار:
أولاً: مجلس التعاون لدول الخليج العربية: [٨٦]
وجدت دول الخليج العربية أن التحديات التي تواجه هذه المنظمة تتعاظم بتعاظم حاجة العالم الصناعي للنفط، فأدركت أن اندماجها هو العامل الحاسم نحو توجه جديد لصياغة سياسة اقتصادية واجتماعية تبعد المنطقة عن التنافس الدولي، ويكسبها قوة تفاوضية كبيرة، ومقدرة على اتخاذ القرار لصالحها، وتمكينها من حمايته. فقررت إقامة تنظيم باسم (مجلس التعاون لدول الخليج العربية) . وقّعت على قيامه كل من: المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية، ودولة البحرين، وسلطنة عُمان، ودولة قطر، ودولة الكويت، وأهدافه:
١- تحقيق التنسيق، والتكامل، والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها.
٢- تعمق وتوثيق الروابط والصَّلات، وأوجه التعاون القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات.
٣- وضع أنظمة مماثلة في مختلف الميادين: الاقتصادية، والمالية، والتجارية، والجمارك، والمواصلات، وفي الشئون التعليمية والثقافية، والتشريعية والإِدارية.
٤- دفع عجلة التقدم العلمي والتقني في مجالات الصناعة والتعدين، والزراعة، والثروات المائية، والحيوانية، وإنشاء مراكز بحوث علمية، وإقامة مشاريع مشتركة، وتشجيع تعاون القطاع الخاص.
وأما أجهزة مجلس التعاون فهي:
١- المجلس الأعلى- يتكون من رؤساء الدول الأعضاء وتكون رئاسته دورية حسب الترتيب الهجائي لأسماء الدول المشتركة.