والعلماء هم ورثة الأنبياء غفلوا أو تغافلوا عن هذا الاصطياد في الماء العكر فما أدوا ما عليهم من الواجبات الدينية الملقاة على كواهلهم، وقد صار جل همهم في تحقيق المطامع الدنيوية والتشاجر في مسائل لا مساس لها بجوهر الدين، فما أحوج الأمة الإسلامية في هذه الظروف الحرجة والأوضاع المضطربة إلى حركات إسلامية تقوم بالدعوة الإسلامية الخالصة من جديد، وتحمي تعاليم الإسلام وقوانينه من الطوفان الجديد المادي، وتعيد إلى حظيرة الإسلام جميع جوانب الحياة المشردة الفردية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وتحقيقا لهذا الغرض النبيل الجليل تأسست في الهند وغيرها حركات إسلامية عديدة منها حركة ((الجماعة الإسلامية في الهند وباكستان)) والإخوان المسلمون في لبلاد العربية و ((ماشومي)) (مجلس شورى مسلمي إندونيسيا) وغرضي من هذه الجولة السريعة أن أقدم إلى الإخوان نظرة خاطفة عن تاريخ الجماعة الإسلامية الهندية وعن نشاطها الكبير الفعال في الهند وذلك بعد إيجاز تاريخ وصول الإسلام إليها.