قال الشيخ تقي الدين: هذا لفظ رواية البخاري [٣٦٠] ، ولفظ رواية مسلم أكثر وأزيد، ولم يبين تلك الزيادة [٣٦١] . وقال عبد الحق في الجمع بين الصحيحين [٣٦٢] : روى مسلم عن حفص بن عاصم بن عمر الخطاب قال: "صحبت ابن عمر في طريق مكة فصلى الظهر ركعتين ثم أقبل، وأقبلنا معه حتى جاء رحله، وجلس وجلسنا معه، فحانت منه التفاتة نحو حيث صلى، فرأى ناساً قياماً فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يسبحون [٣٦٣] . قال: لو كنت مسبحاً أتممت صلاتي، يا ابن أخي صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وقد قال الله عز وجل:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[٣٦٤] . قال عبد الحق: خرجه البخاري من قوله: "صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ... "إلى آخره [٣٦٥] ، والصحيح أن عثمان أتم في آخر أمره [٣٦٦] ، على ما يأتي بعد إن شاء الله تعالى.
٣٣ (١٣٢) حديث ابن عمر - رضي الله عنهما [٣٦٧]- "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتين وهو قائم، يفصل بينهما بجلوس" [٣٦٨] قال ابن دقيق العيد: لم أقف عليه بهذا اللفظ في الصحيحين، فمن أراد تصحيحه فعليه إبرازه [٣٦٩] . ولفظ الصحيحين من حديث ابن عمر "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قائماً، ثم يجلس ثم يقوم كما يفعلون اليوم" [٣٧٠] وفي لفظ "كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتين يفصل بينهما" [٣٧١] وعليه اقتصر الحميدي في جمعه [٣٧٢] ، ورواه النسائي بلفظ "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتين قائما، وكان يفصل بينهما بجلوس " [٣٧٣] وقد ذكر ابن العطار في شرحه هذا الحديث من رواية جابر ثم قال: إنه جابر بن سمرة، كما هو مبين في صحيح مسلم [٣٧٤] ، ثم ساق ترجمته [٣٧٥] . وهو عجيب لم يقع في العمدة من روايته، ولا يمكن ذلك لأنه من أفراد مسلم [٣٧٦] .