ولم أجد أحداً خلط بين كتاب "البسيط"في النحو، وكتاب "البسيط"في التفسير للواحدي، خلافاً لما ذكره الدكتور النماس محقق كتاب الارتشاف، إذ قال [١٦] : والكثير يخلط بين كتاب البسيط في النحو السابق الذكر، وكتاب البسيط في التفسير لعليّ بن أحمد الواحدي. ولم يُقدّم لنا الأستاذ المحقق مثالاً واحداً على هذا الخلط.
صاحب "البسيط"في النحو:
لا تسعفنا المصادر التي بين أيدينا إلا بنتف يسيرة، أو شذرات متناثرة عن صاحب البسيط في النحو، على الرغم من الآراء الكثيرة التي، نقلت عنه. وهذا من الأسباب التي أدت بعدد من المحققين المعاصرين إلى الخلط في الكشف عن شخصيته.
ولعل أبا حيان النحوي هو المصدر الأساسي للتعريف بصاحب البسيط وآرائه النحوية، فلا نكاد نجد أثراً لصاحب البسيط فيما قبل مصنفات أبي حيان.
وقد ظفرت بنصّ مهم يعدّ أوفى ما وجدته في التعريف بصاحب البسيط، وذلك في تفسير البحر المحيط لأبي حيان، عند قوله تعالى:{سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ}[١٧] .
قال أبو حيان [١٨] : وقال بعض أصحابنا، وهو الإِمام العالم ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عليّ الإشبيلي، ويعرف بابن العلْج، وكان ممنّ أقام باليمن، وصنّف بها، قال في كتابه البسيط في النحو ... وتبينّ من كلام هذا الإمام أنه لا يجوز أن تكون الجملة بدلا من المفرد.
كما وجدت ترجمة موجزة لصاحب البسيط في طبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة (المتوفى سنة ٨٥١ هـ) إذ قال [١٩] : "محمد أبو عبد الله ضياء الدين بن العلْج، بكسر العين المهملة وسكون اللام، ثم جيم، مؤلف كتاب البسيط في النحو، ذكره الشيخ أثير الدين أبو حيان في شرح التسهيل، ونقل عنه في كتاب البسيط كثيراً. قال: كان قد سكن اليمن، وصنّفَ بها. ومما حكى عنه منع إبدال الجملة من المفرد، وقد جوّزه ابن جنى وأجازه ابن مالك رحمه الله".