وفي "الأشباه والنظائر"نقل السيوطي عن البسيط في أكثر من مائة موضع [٧٨] . وعرّف بصاحبه مرة واحدة بقوله [٧٩] : وممنّ ذهب إلى الترادف ضياء الدين بن العلج، صاحب البسيط في النحو، وهو كتاب كبير نفيس في عدة مجلدات.
٩- عبد القادر البغدادي (المتوفى سنة ١٠٩٣ هـ) :
نقل البغدادي عن صاحب البسيط في ثلاثة مواضع من خزانة الأدب [٨٠] ، وفي موضع واحد من كتابه شرح أبيات مغني اللبيب [٨١] . ولم يبين البغدادي من صاحب البسيط!؟.
١٠ الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة المتوفى (سنة ١٤٠٤ هـ) :
ذكر أستاذنا المرحوم الشيخ عضيمة في ثلاثة مواضع من كتابه دراسات لأسلوب القرآن الكريم [٨٢] عن ضياء الدين بن العلج أنه لا يجوز أن تكون الجملة بدلا من المفرد، وذلك نقلاً عن البحر المحيط لأبي حيان. وقد تقدمت المسألة.
المنهج النحوي لصاحب البسيط:
إن الباحث المدقق في هذه النقول الكثيرة عن صاحب البسيط يجد نفسه أمام عِلْم ناضج وفكِر عميق، استوعب أراء السابقين من النحاة، ووازن بينها، ثم أخذ يرجّح ويختار، ويقوّي رأياَ ويردّ آخر، من غير تعصب لمذهب أو لعالم.
وليس صاحب البسيط بدْعاً في ذلك، بل هذه هي سمة النحو في الأندلس بعامة، وهذا منهج طبقه ابن عصفور وابن الحاج وابن أبي الربيع من تلاميذ الشلوبين بخاصة.
وصاحب البسيط ينقل عن البصريين والكوفيين ومن جاء بعدهم، وينسب الآراء إلى أصحابها في الغالب، يفصل ويرجّح ويجتهد.
ففي معنى "ربّ"نقل في البسيط عن كبار البصريين والكوفيين أنها للتقليل [٨٣] .
وصاحب البسيط له عناية واضحة بآراء سيبويه، ففي حديثه عن "عسى"من أفعال المقاربة، إذا قلت: عسى أن يذهب زيد، قال في البسيط: ظاهر كلام سيبويه أنها هاهنا تامة لا خبر لها، وفاعلها ما بعدها على تقدير المصدر، ومعناها دنا وقرب ولا يجوز صريح المصدر [٨٤] .