للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يطل المتقدمون البحث في نسب العلائي، فأوائل المترجمين له من أمثال الذهبي [١] والحافظ ابن حجر، والسبكي [٢] ، لم يزيدوا على أن ذكروا اسمه، واسم أبيه، والنسبة، وزاد ابن العماد [٣] اسم الجد.

اسمه ونسبه:

هو صلاح الدين، أبو سعيد، خليل بن كيكَلدي بن عبد الله، العلائي [٤] ، الشافعي [٥] .

ولادته:

ولد سنة أربع وتسعين وستمائة (٦٩٤هـ) من الهجرة في دمشق [٦] .

نشأته:

نشأ في مدينة دمشق، وتلقى العلم على علمائها وخطبائها، فختم القرآن العظيم، وسمع الحديث الشريف، وابتدأ قراءة العربية، وغيرها من العلوم [٧] .

أسرته:

لم تفصح المصادر بشيء عن أسرة العلائي، وكل ما تيسر الوقوف عليه في هذا الشّأن، هو أن العلائي تركي الأصل، وأن أباه كان جنديا [٨] وقد نسبه الدكتور زهير الناصر, فقال: "ابن الأمير سيف الدين كيكلدي " [٩] "وهذا يعني أن العلائي من أسرة ذات شأن، لكن يعكر على هذه المعلومة أمران:

الأول: عدم الوقوف على المصدر الذي أورد هذه المعلومة.

الثاني: أن الأسنوي قال عن العلائي: "منسوبا إلى بعض الأمراء" [١٠] .

وهذا يعني عكس ما تقدم. لكن ثبت أن جده لأمه كان عالماً [١١] ، أسهم في تعليم حفيده العلائي [١٢] .

سعيه في طلب العلم:

الذي أراه أن العلائي توجه إلى العلم بعناية جده لأمه، وكان الجد عالماً يحفظ متوناً ويذاكر بفوائد، وما من شك في أنه دفع حفيده لأخذ الرواية والسماع، حتى أصبح على قدر من الوعي والعلم، واستيعاب المعلقات، وسنه لم يجاوز التاسعة، أي أنه بلغ هذه الرتبة العلمية وهو في عمر طالب في السنة الثالثة الابتدائية في زماننا هذا، ولا عجب, فالفارق كبير، فإن الذاكرة غير الذاكرة، والهمة غير الهمة، والتربية غير التربية.