للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا الجانب لم أقف على بيان وصفي للناحية الشكلية لشخص العلائي- رحمه الله -، من حيث الطول والقصر، واللون وغيره من الصفات الحسية، غير أن الحافظ ابن حجر يذكر أنه كان بزي الجند [٨٧] ، وهذا يقودنا إلى معلومة هامة، وهي أن العلائي عمل في الرباط، وروّض نفسه على الجهاد في سبيل الله، يؤيد هذا قول النعيمي: "وكان أولا يعاني الجندية" [٨٨] . ومعاناة الجندية والعلم، وصف لا يكاد يجتمع إلا لقلة من الناس، من أمثال ابن المبارك، وابن تيمية، الذين متعوا بحظ وافر من الشجاعة والعلم، لكن العلائي لم يقض حياته في الجندية، بل عاود الاشتغال بالفقه والأصول [٨٩] ، وتزي بزي الفقهاء [٩٠]- ألبسه شيخه كمال الدين بن الزملكاني- ولبس خرقة التصوف- ألبسه أبو المجامع بن حمويه الجويني -[٩١] ، وإن كان التصوف في عصره منذر بخطر.

٢- الجانب المعنوي:

تمتع العلائي- رحمه الله - بحظ وافر من الصفات المعنوية، وكان في مقدمتها صحة الذهن، وسرعة الفهم، الشيء الذي جعله يحفظ الكتب، وينظر في العلل والرجال، ولتقدم في مبدأ العلم والمعرفة [٩٢] ، وبرز في مجال التصنيف، فألف كتبا كثيرة جدا، سائرة مشّهورة، نافعة متقنة محررة [٩٣] ، وكان شجاعا قوي الشخصية، ذا سطوة، جمع بين العلم والدين، والكرم والمروءة [٩٤] ، والبراعة والذكاء والفصاحة، وقوة المناظرة [٩٥] .

ألقابه العلمية:

إن المتتبع لأقوال الأئمة النقاد والعارفين بأحوال الرجال، يبهره ذلك الاتفاق والتواتر على نقل أعلى رتب الألقاب العلمية، وتصوير ترجمة العلائي بها، فتأتي في مقدمة الحلل العلمية الباهرة. من ذلك:

الحافظ [٩٦] :

وهو لقب لا يناله إلا ذووا الأذهان الصافية والأفهام السريعة.

الإمام [٩٧] :