للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومحمود شيخ البخاري هذا: ابن غيلان، وقد تفرد بهذه الزيادة، أعني الصلاة عليه، فقد رواه أبو داود [٤٨٢] ، عن محمد بن المتوكل والحسن بن علي. والترمذي [٤٨٣] عن الحسن علي، والنسائي [٤٨٤] (عن) محمد بن رافع، (...) [٤٨٥] ، ونوح بن حبيب. وأخرجه البيهقي [٤٨٦] من طريق أحمد بن منصور الرمادي، كلهم عن عبد الرزاق بسنده، وكلهم قالوا فيه "ولم يصل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عكس ما قاله محمود بن غيلان [٤٨٧] ، وقد حكم البيهقي على محمود بالخطأ [٤٨٨] . وإخراج البخاري له من طريقه بهذا اللفظ عجيب، إذ كيف يخفى عليه مثل هذا, وقد قال عقيب سياقه حديث محمود: "لم يقل يونس [٤٨٩] ، وابن جريج [٤٩٠] عن الزهري: "فصلى عليه؟ "، قلت: وقد رواه مسلم أيضا عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر وابن جريج، ومن حديث ابن [٤٩١] وهيب، عن يونس ثلاثتهم عن ابن شهاب، ولم يسق متنه، بل أحاله على حديث أبي هريرة قبله، وليس فيه ذكر صلاة [٤٩٢] , والذين ذكروها (من) [٤٩٣] أصحاب عبد الرزاق قالوا: إنه لم يصل وخالفهم محمود بن غيلان بإثباتها، فروايته شاذة جدا، ويذل لذلك أيضا ما في صحيح مسلم [٤٩٤] ، وسنن أبي داود [٤٩٥] وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري في قصة ماعز, قال: "فما استغفر له، ولا سبه"، وعند مسلم [٤٩٦] أيضا في حديث سليمان بن بريدة، عن أبيه - رضي الله عنه - قال: "فأمر به فرجم، فكان الناس فرقتين، قائل يقول: لقد هلك، لقد أحاطت به خطيئته، وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز، إنه جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: اقتلني بالحجارة. قال: فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة، ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم جلوس، فسلم ثم جلس, فقال: "استغفروا لماعز بن مالك", فقالوا: "غفر الله لماعز بن مالك", فقال - صلى الله عليه وسلم -:"لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم". وجه الدلالة من هذا أنه لو كان النبي - صلى