للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأول من فكَّر في إخراج معجم موسوعة للفقه كلية الشريعة بجامعة دمشق منذ ستة عشر عاما أسست لذلك لجنة بمرسوم جمهوري وبعد قيامها بسنتين حَضَرتُ من المغرب وضُمِمْت لها بمرسوم فكان التخطيط لتدوين الموسوعة أن يُسْتَكْتَبَ لها فقهاء من مختلف أقطار العالم الإسلامي فعارضت هذه الخطة لثلاث علل:

العلة الأولى: إن ما سيكتب لو كتب سيكون غير متناسق ولا منسجم وسيكون ابن جماعة هجينا.

العلة الثانية: من كيان الموسوعة الأساسي أن لا يكون للفقيه الكاتب فيما يكتبه رأي خاص لا بتقديم ولا بترجيح. لا برفض ولا بقبول وإنما هو مصوِّر للفقه كما هو عند أئمته دون تدخل بينهم وإلا كان من يفعل ذلك مدوِّنا فقهاً لنفسه ومذهباً له والموسوعة لم تجعل لفقه نفسه ولا لمذهبه.

العلة الثالثة: فقهاء الموسوعة وكتابها لبعدهم عن بعض وعدم اجتماعهم سيبقى فهم تدوينها وتحريرها بينهم ضائعا مما سيكون سببا لعدم استجابتهم للكتابة وهذا الذي حدث.

قال لي زملاؤنا من أعضاء الجنة: "وما الخطة التي تراها أنت؟ "قلت: "توضع لكل قضية عامة من قضايا الفقه كلمة أصلية تشمل كلمات فرعية ويحرص على أن ينتقي لذلك كلمات ذات دلالة ماسة بالقضية ودالة عليها بالتحديد مع المحافظة على النص الفقهي ما أمكن إلا إن كان غامضا فيوضَّح أو متشعبا فليخص ولا تترك مفردة فقهية يكون لها معنى خاص ومصطلح عليه إلا وتفرد بكلمة أصلية أو فرعية".

وكمثال لذلك أثبتهم بأوراق رسمت فيها هذه الخطة فوافقوا عليها مجمعين بكتابة قرار لا أزال أحتفظ به فاخترت كتاب المحلي لابن حزم لعدة أسباب منها: أن فقهه فقه لجميع المذاهب، فهو سيكون من أجل ذلك صورة مصغرة عن الموسوعة المكبرة وسميته معجم فقه ابن حزم الظاهري.

وهكذا بعد ستة أشهر تممته في مجلدين ضخمين وطبع بعد ذلك بسنوات بمطبعة جامعة دمشق عام ١٣٨٥ هـ باسم لجنة موسوعة الفقه الإسلامي.