للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: "فالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر، حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد، وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز".

قال: قلت: "كنور ابن هرمز؟! "

قال: "نعم كسرى بن هرمز، وليبذلن المال حتى لا يقبله أحد ... ".

وبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بفتح مصر في قوله صلى الله عليه وسلم:

"إنكم ستفتحون مصرِ، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا افتتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحماًَ- أو قال: ذمة وصهراً" (١) .

يشير بذلك إلى هاجر أم إسماعيل عليه السلام، وإلى مارية القبطية أم إبراهيم ابنه.

وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولاً؟ فقال:

"مدينة هرقل" (٢) إشارة إلى القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية، والمدينة الأخرى يقصد بها "روما"مركز البابوية في إيطاليا.


(١) صحيح مسلم _ في كتاب الفضائل _ باب وصية النبي بأهل مصر، فتح الباري ٦/١٠٢، البلاذري_ فتوح البلدان ٢٢٠.
(٢) رواه عن ابن عمر الدرامي، وأحمد وابن أبي شيبة، والحاكم، والمقدسي.
وهذه البشرى جعلت المسلمين يجدون لفتح القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية في عهد معاوية رضي الله عنه في حرب السنوات السبع مع الروم ٥١_٥٨هـ. وحاصروها في زمن سليمان بن عبد الملك عام ٩٨هـ. بقيادة مسلمة بن عبد الملك إلى أن أمر عمر بن عبد العزيز بالانسحاب عام ٩٩هـ. لأسباب عديدة ليس هنا موضع تفاصيلها.
وقد وفق المسلمون في فتحها على يد محمد الفاتح العثماني عام ٨٥٧هـ/١٤٥٣م. واتخذها العثمانيون عاصمة لدولتهم باسم "استنبول"أو الآستانة.
أما المدينة الثانية "روما"مركز البابوية الكاتوليكية في إيطاليا فقد نجح المسلمون في حصارها في فترة من فترات التاريخ في القرن الثالث الهجري. حتى اضطر البابا أن يدفع مثاقيل كثيرة من الذهب لقاء انسحابهم منها. فرجعوا عنها. وبقيت البشرى_ بشرى رسول صلى الله عليه وسلم_ بفتحها بإذن الله.