للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف له إسناد صحيح ولا ضعيف". قلت: معنى كلامه أنه لم يوقف له على إسناد حتى يعرف به صحته أو ضعفه.

بعد عرض نماذج من الأحاديث القدسية المتفاوتة الدرجات أحب أن أشير إلى كمية الأحاديث القدسية فأقول وبالله التوفيق:

"كمية الأحاديث القدسية":

إن تحديد كمية الأحاديث القدسية مبنية على التعريف الذي تقدم ذكره وهو ما يُضيفه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى وُيسندُه إليه تبارك وتعالى بصيغة: "عن رسول الله فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى أو عن الله تعالى فيما رواه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم".

فلو اقتصرنا عِلى هاتين الصيغتين في الأحاديث القدسية لكان عددها أقل بكثير مما ذكرها العلماء وعلى هذا يحمل كلام ابن حجر الهيثمي [٦٠] حيث قال:

"إن مجموع الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة كما أن بعضهم جمعها في جزء كبير"وكذا ما ذكره ابن علاني من أن الأحاديث القدسية أكثر من مائة حديث جمعها بعضهم في مجلد [٦١] ولكن صَنيع المؤلفين في الأحاديث القدسية وإيرادهم لها عكس ذلك فمنهجهم واضح وبين في عدم التقيد بالتعريف المذكور وصيغها المعروفة بل أدخلوا في مؤلفاتهم الأحاديث النبوية التي ذكر ضمنها جملة من كلام الله تعالى مثل حديث الإسراء والمعراج والشفاعة وحديث إخراج الموحدين من النار ونذكر لفظه لاتضاح المثال: