ومع هذا العمر الطويل والمليء بالمشاهد والأحداث العظيمة والاستمرار على التبليغ والبيان بالليل والنهار في حالتي الجهر والأسرار لم يسلم معه ويؤمن به إلا قليل.
قال تعالى:{ ... وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ} هود ٤٠.
يقول ابن كثير:"أي نزر يسير مع طول المدة والمقام بين أظهرهم ألف سنة إلا خمسين عاما".
وبعد هذا العمر الطويل لنوح - عليه السلام - ودعوته الطاهرة، وما لاقاه من الكرب العظيم من أولئك الممحوقين الذين تنكبوا الطريق المستقيم ووصموه بكل قول مشين، عرفوا أنه فعلا دعا ربه فاستجاب له، وجعل له ذكرا في الآخرين.