للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢- ما ذكره الله سبحانه في شأن القتيل المختلف فيه من قتله، فأبان الله تعالى أمره، حيث أمر بني إسرائيل أن يذبحوا بقرة ثم يضربوه بعضو منها ولما فعلوا ذلك قام من مقامه وأوداجه تشخب دما، فسألوه: من قتلك؟ فقال فلان. فكان في هذا الصنيع أكبر دليل على عظمة الله تعالى، وقدرته على بعث الموتى، بما رأوا وشاهدوا، كما فيه الحجة القاطعة عليهم في وقوع البعث والمعاد مرة ثانية. قال تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} البقرة ٧٢-٧٣.

٣- ما أخبر الله سبحانه به عن القوم الذين فروا من الوباء بعدما استوخموا أرضهم، وأصابهم منه وباء شديد، ففروا إلى مكان آخر من البرية هربا من الموت، فلما تكاملوا جميعا كتب الله عليهم الموت، فماتوا ثم أحياهم الله مرة ثانية، وفي هذا أكبر دليل على وقوع المعاد، وإعادة الأجسام وبعثها بعد فنائها. قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ} البقرة ٢٤٣.